السويداء (لا) تستعيد هدوءها جثث متكدّسة... وانهيار خدماتي المشرق العربي الأخبار الإثنين 21 تموز 2025 تتواصل الأزمة ا
السويداء (لا) تستعيد هدوءها: جثث متكدّسة... وانهيار خدماتي
المشرق العربي
الأخبار
الإثنين 21 تموز 2025
تتواصل الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في السويداء (أ ف ب)
على وقع المعارك التي لا تزال مستمرّة على أطراف المحافظة الشمالية والغربية، وترافقها طلعات جوية إسرائيلية مستمرّة، تتواصل الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في السويداء، في ظلّ الانقطاع المستمرّ للتيار الكهربائي منذ أكثر من أسبوع، ونفاد الوقود، ووقف الاتصالات، وتعرّض المخازن الرئيسة، ومن بينها مخازن الهلال الأحمر، إلى عمليات تدمير وإحراق. وبينما طلبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحّدين الدروز التريّث في قبول دخول قوافل المساعدة الحكومية، دخلت قافلة مساعدات إنسانية تابعة للهلال الأحمر السوري، هي الأولى من نوعها منذ بدء المعارك، والثانية بعد أن قامت مروحيات أميركية بإنزال مساعدات أرسلتها «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، تلبية لنداء وجّهه الشيخ حكمت الهجري، الذي يقود الحراك المناوئ للإدارة السورية الجديدة. كذلك، أعلنت إسرائيل إرسال مساعدات قبل يومين.
وفي حين ذكرت مصادر مقرّبة من الهجري أنّ الأخير رفض فحسب استقبال الوفد الحكومي الذي كان يضمّ وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات، ووزير الصحة مصعب العلي، ومحافظ السويداء المعيّن من قبل دمشق مصطفى بكور، لا سيّما وأنّ الأخير متّهم بالتحضير للهجوم المستمرّ منذ سبعة أيام على المدينة، برز تصريح لافت للأخير، إلى قناة «الإخبارية» السورية الرسمية، ربط فيه، بشكل غير مباشر، بين عودة الخدمات واستعادة السلطة على المحافظة. وقال بكور: «إذا لم تدخل مؤسسات الدولة إلى مدينة السويداء سوف يبقى الوضع الإنساني سيئاً؛ لذلك، من الضروري دخول هذه المؤسسات. عندما تدخل مؤسسات الدولة سنفعّل خدمات المياه والكهرباء وكافة الخدمات الأساسية للأهالي».
وتحتاج المحافظة، التي تسبّبت المعارك بنزوح عشرات آلاف العائلات فيها، من منازلهم وقراهم، إلى مساعدات غذائية وأخرى طبية، في ظلّ العجز الكبير في المعدّات الطبية والأدوية. وفي هذا السياق، كشفت مصادر طبية في المشفى الوطني في السويداء، والذي شهد معارك عنيفة قبل أيام، عن وجود عشرات الجثث المكدّسة في المشفى، والتي تحتاج إلى دفن عاجل، وسط تحذيرات من تفشّي الأوبئة جرّاء انتشار الجثث في مناطق عديدة في المحافظة. وفي وقت لا يمكن فيه تحديد عدد الضحايا، بسبب صعوبة إحصائها من جهة، واستمرار المعارك من جهة أخرى، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنّ عدد الضحايا وصل إلى 1017 شخصاً، موزّعين على النحو الآتي:
- 440 من أبناء محافظة السويداء، بينهم 104 مدنيون، منهم 6 أطفال و16 سيدة.
- 361 من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام، بينهم 18 من أبناء العشائر البدوية ومسلّح لبناني الجنسية.
- 15 من عناصر وزارتَي الدفاع والداخلية، قُتلوا جرّاء الغارات الإسرائيلية.
- 3 أشخاص مجهولي الهوية، قُتلوا جرّاء قصف الطيران الإسرائيلي مبنى وزارة الدفاع.
كذلك، تشير التقديرات إلى وجود نحو 80 أنثى، من نساء وقاصرات، من بين مجموع المفقودين منذ بداية الأحداث. وفيما تحاول الرئاسة الروحية العمل على مسار لتبادل الأسرى، ترجّح مصادر من المحافظة أن يبقى عددٌ من المعتقَلين في قبضة العشائر، لا سيّما عقب انتشار مجموعة من الفتاوى التي أصدرتها شخصيات متشدّدة، من مثل القيادي السابق في تنظيم «جبهة النصرة»، معمر الشرع، والتي تحلّل، على سبيل المثال، «سبي النساء». كما نشرت مجموعات من العشائر تسجيلات فيديو تَظهر فيها نساء مصابات، وأخريات وُصفن بـ«الرهائن»، للضغط على الهجري لتحرير عوائل بدوية موجودة في شهبا والسويداء. وردّاً على ذلك، نشرت فصائل السويداء تسجيلات مصوّرة، تَظهر فيها شخصيات بدوية «عالقة في شهبا»، تطالب بـ«وقف إطلاق النار للخروج إلى مناطق أخرى».
ورغم إعلان المبعوث الأميركي الخاص، توماس برّاك، أمس، أنه من المفترض أن يدخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ بصورة نهائية، الساعة الخامسة عصراً بالتوقيت المحلّي، وإشارته، في منشور عبر «إكس»، إلى أنّ «الخطوة الأساسية التالية على طريق الشمولية وخفض التصعيد المستدام، هي التبادل الكامل للمحتجزين والموقوفين، وهو ما يجري العمل حالياً على ترتيباته اللّوجستية»، جنباً إلى جنب تحديد الرئاسة الروحية، في بيان صدر عنها، الساعة السادسة بالتوقيت المحلّي كموعد لتنفيذ التبادل، وتحديداً في قرية أمّ الزيتون، إلا أنّ العملية لم تنفّذ حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها